سلامة المرضى جوهر العمل الصحي، وميزان نجاح أي منشأة طبية. عندما نتحدث عن سلامة المريض، فنحن نتحدث عن ثقافة تحترم الإنسان وتضع حياته فوق كل اعتبار. تبدأ السلامة من لحظة دخول المريض للمستشفى، مرورًا بالتشخيص والعلاج، وحتى خروجه منها، فكل تفصيلة صغيرة يمكن أن تصنع فرقًا بين التعافي والخطر.
العامل الأول في سلامة المرضى هو التواصل الواضح والدقيق بين الكادر الطبي. خطأ بسيط في نقل المعلومة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لذا تُعد مهارة التواصل الطبي حجر الأساس في تجنب الأخطاء. أما العامل الثاني فهو التعقيم والنظافة المستمرة، فالوقاية من العدوى داخل المستشفيات مسؤولية مشتركة، تبدأ من نظافة اليدين وتنتهي بتعقيم الأدوات والأسطح بشكل منتظم.
ومن العناصر المهمة كذلك التحقق من هوية المريض قبل أي إجراء طبي، فالأخطاء الناتجة عن تشابه الأسماء أو الملفات من أخطر ما يهدد سلامة المرضى. لذلك تعتمد المؤسسات المتقدمة أنظمة إلكترونية ذكية تقلل احتمالية الخطأ وتُبقي السجلات دقيقة ومحدثة.
سلامة المرضى أيضًا تتطلب ثقافة الإبلاغ عن الأخطاء دون خوف أو تردد، فليس الهدف معاقبة المخطئ، بل التعلم من الخطأ لمنع تكراره. كل منشأة ناجحة هي التي تحول الأخطاء إلى دروس تطوير، لا إلى أسرار تُخفى.
في النهاية، سلامة المرضى مسؤولية الجميع: الطبيب، الممرض، الفني، والإداري، بل وحتى المريض نفسه من خلال وعيه ومشاركته في الخطة العلاجية. مجتمع صحي آمن يبدأ من وعي فردي ومسؤولية جماعية.