في كل مؤسسة ناجحة، السرية ليست مجرد إجراء إداري، بل هي ركيزة من ركائز الثقة. عندما يقع حدث يستوجب التبليغ، مثل خطأ أو خلل أو خطر محتمل، يجب أن يشعر الموظف بالأمان وهو يبلغ عنه، دون خوف من العقاب أو الانتقاد. هنا تأتي أهمية سياسة السرية في التبليغ عن الأحداث.
تعني السرية أن المعلومات تُحفظ في نطاق محدود، ولا يُسمح بالاطلاع عليها إلا للأشخاص المصرح لهم رسميًا ضمن الفريق المختص بالتحليل والمعالجة. فالمقصود ليس إخفاء الحقيقة، بل حماية نزاهة التحقيق وضمان معالجة الحدث بطريقة عادلة وموضوعية.
عندما تُطبّق السرية بشكل صحيح، يتحول نظام التبليغ إلى بيئة آمنة تشجع على الشفافية، ويصبح الهدف هو التعلم من الأخطاء وليس معاقبة من أخطأ. هذا ما يخلق ثقافة مؤسسية قوية، قائمة على التحسين المستمر والوعي بالمخاطر، بدل ثقافة الخوف والتردد.
كما أن تقييد الوصول إلى الوسائط والبيانات الخاصة بالحدث يمنع سوء استخدامها أو تداولها خارج الإطار الرسمي. وهنا يجب أن تكون هناك ضوابط واضحة لتخزين المعلومات، ومراجعة من يمكنه الاطلاع عليها، لأن أي تسريب قد يضر بسمعة المؤسسة أو يُضعف ثقة العاملين.
في النهاية، السرية في التبليغ عن الحدث ليست فقط واجبًا أخلاقيًا، بل استثمار في الثقة، وضمان لاستمرار الجودة وسلامة العمل داخل كل منشأة.
حافظ على السرية… فهي الخطوة الأولى نحو بيئة عمل نزيهة وآمنة.